الدراسة في ألمانيا

في هذا القسم نجيب عن بعض الأسئلة الخاصة بالدراسة في ألمانيا.

نبذة عن التعليم في ألمانيا

تكرس ألمانيا منذ قرون اهتماماً بالغاً بالعلم والثقافة والمعرفة، فمفكروها وفلاسفتها وموسيقيوها أغنوا المكتبات العالمية. وتتميز ألمانيا بجامعاتها ومعاهدها التي تنتهج أحدث ما توصل إليه العلم لتطبيق مناهج دراسية متطورة قادرة على بناء أجيال من المتعلمين والمجهزين بأحدث ما توصل إليه العلم البشري لتعليمه وتطويره، وتعتبر الدراسة في ألمانيا شبه مجانية للطالب المحلي والأجنبي على السواء، هذا إذا استثنيت سبع ولايات اتحادية فرضت رسوماً «رمزية» على الطلاب الجدد لا تتخطى 500 يورو للفصل الدراسي.

ويقول الدكتور ميخائيل هارمس -مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة الألمانية للتبادل الأكاديمي- «يصعب على كثيرين التصديق بأن التعليم العالي في ألمانيا مجاني على رغم جودته والاعتراف العالمي به». ويضيف: «التعليم لدينا هو من مهمات الدولة وذلك لبناء الجيل الألماني للمستقبل. أما التعليم المجاني للأجانب الذين يشكلون 12 في المئة من مجموع الطلاب، فيهدف إلى تهيئة فرص التعاون المستقبلي بين ألمانيا والدول الأخرى.

ويقارب عدد الطلاب في ألمانيا المليونين، منهم 947000 من الإناث أي بنسبة 48 في المئة، كما تضم الجامعات والمعاهد الألمانية 246000 طالب أجنبي ما يجعلها تحتل المرتبة الثالثة في العالم بعد الولايات المتحدة وبريطانيا لجهة عدد الطلاب الأجانب. لكن الفارق أن ألمانيا لا تعتبر التعليم سلعة تختلف جودتها بحسب كلفتها المادية وإنما هو «واجب وطني» لذا فإن الثقل الفعلي هو للجامعات والمعاهد الحكومية المجانية، مع دعم مادي حكومي للقطاع الخاص وذلك بهدف الحفاظ على المستوى الأكاديمي.

والتعليم الجامعي في ألمانيا مجاني، وعندما لا يكون الطلاب أو ذووهم قادرين على تمويل الدراسة فلهم الحق في الحصول على معونات مالية من الدولة وفقا لأحكام القانون الاتحادي لتشجيع الدراسة الجامعية. خلال المدة النظامية اللازمة للدراسة يعتبر نصف المعونة منحة دراسية والنصف الآخر قرضًا بلا فائدة خاضعًا للتسديد خلال خمس سنوات بعد انتهاء المدة القصوى التي يحق للطالب فيها الاستفادة من المعونة المالية.

اللغة الألمانية – لغة الدراسة

ولعل أولى الصعوبات التي يواجهها الطالب الأجنبي هي مسألة لغة الدراسة أي الألمانية. فمن بين حوالي 11 ألف برنامج تعليمي 800 برنامج فقط يدرس باللغة الإنجليزية وعددهم يزداد بصورة ملحوظة. مع العلم أن اللغة الألمانية هى لغة العلم في ألمانيا وهناك عدد هائل من المدارس لتعليم اللغة الألمانية داخل ألمانيا وخارجها ومناهجها مخصصة لغايات أكاديمية.

من يرغب في الدراسة في ألمانيا باللغة الألمانية، فيجب أن يقدم وثيقة تثبت إتقانه للغة الألمانية. ومن أجل هذا الغرض توجد اختبارات مختلفة، كـ”امتحان اللغة الألمانية DSH للدراسة الجامعية للطلاب الأجانب” مثلاً. في البلد الأصلي يمكن إجراء “امتحان الألمانية كلغة أجنبية” TestDaF. ومن يثبت تخرجه من مدرسة ألمانية أو أنه حاصل على دبلوم من إحدى معاهد غوته، فلا يحتاج إلى إجراء امتحان اللغة. والجامعات الألمانية وفروع معهد غوته المنتشرة حول العالم تقدم دورات تعلم الألمانية لمثل هذه الامتحانات.

الجامعات في ألمانيا

جامعات النخبة:
يوجد في ألمانيا حتى الآن تسع جامعات للنخبة، تحصل على أموال إضافية من الدولة لأبحاثها وخططها المستقبلية. إن ما تُسمى بـ”مبادرة التميز” بدأت في ألمانيا في الفصل الدراسي 2005/2006، من أجل النهوض ببعض الجامعات الألمانية ورفع قدرتها التنافسية على الصعيد العالمي. ومن هذه الجامعات المختارة جامعة ميونيخ التقنية وجامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونخ وجامعة آخن وجامعة برلين الحرة وجامعات هايلدلبيرغ وكارلسروه وفرايبورغ وكونستانس. وتقدم هذه الجامعات على صفحاتها الإلكترونية معلومات عن خططها ضمن مبادرة التميز.

شروط القبول في الجامعات الألمانية:
من يرغب في الدراسة في ألمانيا، فيجب عليه الاستفسار مبكراً في وطنه الأصلي عن شروط دخول ألمانيا. والمكتب الأكاديمي للطلاب الأجانب يفحص ما إذا كان قد تم تلبية الشروط للدراسة في ألمانيا، على سبيل المثال ما إذا كانت الشهادة الجامعية الحاصل عليها المتقدم في بلده الأصلي مُعترفًا بها في ألمانيا أم لا. وإن لم يكن معترفًا بها، فتوجد إمكانيات لإكمال التأهيل الدراسي من خلال الالتحاق بالمدرسة التحضيرية . وتقدم الهيئة الألمانية للتبادل الثقافي (DAAD) معلومات مفصلة عن القبول والكفاءات اللغوية المطلوبة وعن الوثائق والشهادات التي يجب على المتقدم إبرازها.

ملاحظة: يجب أن تكون جميع هذه الوثائق مصدقة، وهذا يعني أن تكون مترجمة من قبل مترجم محترف.

الرسوم الجامعية:

يتم تمويل مكاتب خدمة الطلبة أيضاً من خلال ما يسمى “رسوم الفصل الدراسي”، التي يتم من خلالها أيضاً تغطية النفقات الإدارية للجامعة، إضافة إلى مساهمة اجتماعية لدعم لجنة شؤون الطلبة. وتُدفع رسوم الفصل الدراسي من جميع الطلاب أثناء التسجيل. وإضافة إلى رسوم الفصل الدراسي قامت بعض الولايات الألمانية بإدخال رسوم الدراسية، التي تختلف من جامعة إلى أخرى ويمكن أن تصل إلى 500 يورو في الفصل الدراسي الواحد.

المساعدات المالية:
من لا يأتي للدراسة في ألمانيا من خلال منحة، فيجب عليه على الأقل إثبات امتلاكه مبلغًا ماليًا يغطي دراسته للعام الأول. وهذا يعني أنه يجب أن يكون في حسابه المصرفي قرابة 8000 يورو. أما المساعدات المالية فهي مقتصرة فقط على الطلاب الألمان أو القادمين من بلدان الاتحاد الأوروبي في بعض الحالات. ومن خلال ما يُسمى بـ “بالقانون الاتحادي لدعم التعليم” ومختصره BAfOG لا يحمل الطلاب ذويهم أعباء دراستهم ونفقاتها، بل يحصلون على الدعم من الدولة. ومن يقع في ضائقة مالية يمكن أن يحصل على النصيحة والمساعدة من مكتب خدمات الطلبة.

نظام المعيشة في ألمانيا

الرعاية الطبية:
من يبحث عن طبيب، يجب أن يذهب في البدء إلى “طبيب العائلة”. ومن الأفضل أن يختار المرء طبيباً قريبًا من سكنه. وإضافة إلى من يسمون بـ”الممارس العام” يوجد كذلك الأطباء المتخصصون. ويقرر “طبيب العائلة” ما إذا كان من الضروري تحويل المريض إلى طبيب مختص من عدمه. أما أوقات عمل عيادات الأطباء فهي مختلفة. ولكن يمكن القول إن جميع عيادات الأطباء -باستثناء خدمات الطوارئ- تغلق أبوابها في عطلة نهاية الأسبوع وفترة ما بعد الظهر من كل يوم أربعاء. وعند الضرورة يمكن للمرء أن يذهب إلى المستشفى، فهناك يتم استقبال المرضى على مدار الساعة. وإذا كان الأمر عاجلًا جداً، فيمكن أن يأتي طبيب الطوارئ، ورقم الهاتف هو 112.

قيادة السيارة:
نظام قيادة السيارة على جهة اليمين. ولا يُسمح بتجاوز أي سيارة أخرى إلا من الجهة اليسرى. إن الطرق الألمانية السريعة محبذة من قبل الكثيرين لعدم وجود تحديد للسرعة في كثير منها، لكن هناك قيمة للسرعة يُنصح بها وهي 130 كيلو متر في الساعة. وفي حالة وقوع حادث يجب إخبار الشرطة كي تتحمل وكالات التأمين تكاليف الأضرار الناجمة عنه. من يرغب باقتناء سيارة، يجد عند تجار السيارات العديد من العروض إضافة إلى الإعلانات الصغيرة المنشورة في الصحف اليومية أو من خلال الإنترنت. يجب أن يقوم المرء بتسجيل سيارته في مكتب التسجيل التابع لمديرية المرور في مدينته. وإدارات المدن تقدم المعلومات الكافية لهذا الأمر. ومن يسكن في ألمانيا، فإن رخص القيادة الأجنبية تسري في العادة لستة أشهر فقط، يجب على حاملها بعد ذلك إعادة تسجيل رخصته، طالما لم تكن صادرة في دولة من دول الاتحاد الأوروبي.

مراجعة الدوائر الرسمية:
كل شخص يريد الإقامة في ألمانيا لأكثر من ثلاثة أشهر، يجب عليه التبليغ عن محل سكنه خلال أسبوع في مكتب تسجيل السكان. ولهذا الغرض يجب أن يقدم عقد إيجار أو شهادة من المؤجر. أما الموافقة على الإقامة فيصدرها مكتب إدارة شؤون الأجانب، ولذلك يجب أن يقدم المرء وثيقة تثبت أن إقامته الدراسية مؤمنة من الناحية المالية، إما من خلال منحة أو من خلال أمواله الخاصة. ولكل شهر يجب أن يملك الطالب 500 يورو. ويتم السماح بالإقامة، إذا قدم المرء جواز سفر عليه تأشيرة دخول لأغراض الدراسة، ووثيقة الضمان الصحي ووثيقة من المؤجر وثلاث صور شخصية. وفي بعض الحالات يكون من المفيد تقديم شهادة طبية. كما يقدم مكتب شؤون الطلبة الأجانب إجابة على تساؤلاتكم الأخرى.

التسوق:
تفتح المتاجر في ألمانيا أبوابها عادة من الساعة العاشرة صباحاً حتى السادسة مساءً. لكن المتاجر الكبيرة تفتح أبوابها مبكراً حتى وقت متأخر من المساء. وفي أيام السبت تبقى المحلات البعيدة من مراكز المدن مفتوحة حتى الظهر، أما المتاجر الصغيرة فتغلق أبوابها أيام السبت باستثناء البعض. وفي أيام الأحد تبقى جميع المحلات التجارية باستثناء البعض مغلقة طوال اليوم. في حالة الرغبة في شراء بعض الاحتياجات الصغيرة في غير هذه الأوقات فهناك الأكشاك الصغيرة وأسواق محطات تعبئة الوقود.

أصول اللياقة:
إن حب الألمان للتقيد بالمواعيد المحددة ليس مجرد مبالغة. فقط في الحفلات، يمكن للمرء أن يأتي متأخراً بعض الشيء. إضافة إلى ذلك يعتبر الألمان باردون بعض الشيء. وهذا ما يلاحظه المرء في اللغة. إن الشخص الغريب أو الأكبر سناً يُخاطب بصيغة الاحترام „Sie“. أما التخاطب بصيغة المفرد „Du“ فيبدأ حين يتعارف الأشخاص بشكل أفضل. في العادة يخاطب الشباب أقرانهم بصيغة المفرد مباشرة. والتقبيل خلال التحية فيشيع بين الأصدقاء فقط. كما لا يجب الانحناء، بل تقديم اليد عوضاً عن ذلك.

النقود:
إن العملة الألمانية هي اليورو، وتُقبل الشيكات في جميع المتاجر تقريباً. ويمكن الحصول على بطاقات الائتمان في المصارف والبنوك وفي البريد أيضاً. ويمكن للمرء أن يفتح في أحد المصارف حساباً جارياً لمدخولاته ونفقاته، ويستطيع الوصول إلى أمواله بسرعة من خلال آلات الصراف الآلي. ومن يرغب في توفير النقود، يمكن أن يفتح حساب توفير. لكن يجب هنا التدقيق في العروض المختلفة للمصارف، من أجل أن يحصل على نسبة فائدة أعلى. وأغلب المصارف تقدم حساباً جارياً للطلاب مجاناً، لذلك يجب السؤال عن هذا الأمر.

المساواة بين الجنسين:
يتساوى الرجال والنساء في ألمانيا في الحقوق والواجبات. وهذا يعني على سبيل المثال أن للنساء الحق في الانتخاب حالهن في ذلك حال الرجال. إضافة إلى ذلك لا يُسمح بممارسة التمييز ضد النساء في العمل. وفي جميع المؤسسات الكبيرة والجامعات توجد هناك ما تُسمى بمفوضة المساواة التي تعنى كذلك بالتأكد من عدم إهمال طلبات النساء في التقدم إلى الوظائف، بل أن بعض المؤسسات تحدد نسبة من وظائفها للنساء. وفي العادة يُكتب في الإعلان على الوظائف: “يُفضل النساء والمعاقون ممن يتمتعون بالمؤهلات نفسها”. إضافة إلى ذلك لا يُسمح لأي شخص بغبن حق شخص آخر بسبب انتمائه الديني.

الإنترنت:
إن انتشار شبكة الإنترنت في ألمانيا واسع للغاية، وتُدار هذه الشبكة من قبل موزعين خدمة الإنترنت. وقبل أن تختار موزعًا، يجب أن تقارن بدقة الأسعار والخدمات المقدمة، وهذا ليس بالأمر الهين. وباستخدام ما يُسمى بـ”الخدمة المفتوحة” Flatrates يتم توفير الكثير من النفقات في أغلب الحالات. ومن لا يملك جهاز كومبيوتر، يمكن أن يستفيد من الخدمات التي تقدمها مقاهي الإنترنت الموجودة في كل مكان من أحياء سكن الطلبة في المدن.

الضمان الصحي:
من يعيش في ألمانيا، يجب أن يكون له ضمان صحي. وتوجد وكالات تأمين صحي حكومية وأخرى خاصة. وإذا لم يكن هناك اتفاق مسبق، يصبح الطلاب الأجانب مؤمنون في وكالات التأمين الحكومية، كما توجد هناك تعريفة خاصة بالطلبة. ومن خلال هذا التأمين يتم معالجة الطلاب مجاناً ويحصل المرء على الدواء مجاناً أو بأسعار مخفضة.

تكاليف الحياة:
بحسب الإحصائيات الموجودة يحتاج الطالب في ألمانيا إلى ما يقارب 700 يورو شهرياً، إن تكاليف الحياة في ألمانيا مرتفعة حقاً، لذلك يجب على المرء أن يبحث عن إمكانية سكن رخيصة قدر الإمكان. وأرخص الإمكانيات تلك، هو السكن في الأقسام الداخلية للطلبة أو الشقق المخصصة للطلبة، التي تدار من قبل الجامعات أو مكاتب خدمات الطلبة التابعة لها. وفي المتاحف والمؤسسات الثقافية يستفيد الطلبة من التخفيضات. إضافة إلى ذلك فهم ليسوا بحاجة لدفع رسوم التلفزيون والإذاعة. وبإبراز هوية الطالب يمكن استخدام وسائل النقل العامة مجانًا أو بأجور مخفضة. ومن يقع في أزمة مالية يمكن أن يطلب استشارة مكتب خدمات الطلبة، كما أن المؤسسات الكنسية تقدم الاستشارة والدعم لهؤلاء.

فصل النفايات:
إن كلمة “فصل النفايات” هي تعبير ألماني بحت، ففي ألمانيا يبدأ تصنيف النفايات في المنزل: الورق والعبوات والزجاج وبقية النفايات تُرمى في أوعية مختلفة. وفي أغلب المدن توجد حاويات لجمع الزجاج، وفي بعضها أيضاً حاويات للورق والعبوات. أما في المدن الأخرى فتوجد حاويات مختلفة لكل منزل. وهكذا يمكن استخدام الحاويات البنية على سبيل المثال للنفايات العضوية، والصفراء لمواد العبوات والزرقاء للورق. والحاويات البنية اللون فمخصصة لبقية أنواع النفايات. أما البطاريات والمواد الكيمياوية فتعد نوعاً خاصاً من النفايات ويجب أن تُرمى في أماكن خاصة بجمعها. وعلى أغلب العلب والقناني يوجد هناك ما يسمى بالرهن Pfand. وعندما يعيد المرء القنينة الفارغة إلى المتجر، يحصل على النقود المخصصة لهذا الرهن مجدداً.

البريد:
توجد في ألمانيا خدمات وشركات مختلفة لإيصال الرسائل والطرود، وأكثرها انتشاراً هو البريد الألماني Deutsche Post، وتكون علامته على شكل قرن أسود على خلفية صفراء. ومن هذه العلامة يعرف المرء على سبيل المثال مكان مكاتب البريد. وفي مكاتب البريد هذه يوجد أيضاً شباك مخصص لمصرف البريد Postbank، حيث يمكن للمرء أن يفتح حساباً جارياً كما هو الحال في المصارف الأخرى. وتُرمى الرسائل في صناديق البريد الصفراء المنتشرة في الشوارع أو عند مكاتب البريد. ويكلف طابع الرسالة البسيطة المرسلة داخل أوروبا 55 سنتاً، والبطاقة البريدية 45 سنتاً.

الطرق والمرور:
تتمتع ألمانيا بشبكة واسعة من الشوارع والطرق السريعة، بحيث يمكن الوصول بسهولة بالسيارة إلى أي مكان فيها. ومن لا يملك سيارة خاصة، يمكنه السؤال في مراكز اصطحاب المسافرين العديدة، مما يتيح له الانتقال من مكان لآخر بأسعار مناسبة. وفي العادة يتم البحث عن شركاء في الرحلات للمسافات الطويلة بين المدن الكبيرة، أما في داخل المدن فتوجد “وسائل النقل العام”. ويمكن الاعتماد على الباصات والقطارات من ناحية مواعيد انطلاقها في الموعد المحدد، لكنها لا تعمل طوال الليل. أما أسعار التنقل بسيارات الأجرة في ألمانيا فمرتفع للغاية.

كما أن شبكة القطارات المحلية وقطارات المسافات البعيدة فواسعة الانتشار هي الأخرى، وتعمل على هذه السكة قطارات شركة السكك الألمانية Deutsche Bahn وشركات صغيرة أخرى في عموم ألمانيا، وتقدم أسعاراً خاصة مناسبة بحسب المسافة. أما باصات الرحلات الطويلة فنادرة في ألمانيا لكنها تنقل المسافرين في المقام الأول بين المدن الكبيرة داخل ألمانيا وأوربا، حيث توجد هناك مواقف خاصة بها. إن شركة السكك الألمانية تقدم من خلال القطارات السريعة بين المدن ICE أسرع إمكانية للسفر داخل ألمانيا. ولذلك فمن المفيد استخدام هذه القطارات للمسافات البعيدة فقط. ويوجد في ألمانيا قرابة 40 مطاراً، أكبرها مطار فرانكفورت الذي يعد أيضاً ثالث أكبر مطار في أوروبا.

الدين:
إن أغلب الألمان يعتنقون الديانة المسيحية، فثلاثون في المائة لا ينتمون إلى المذهبين الكاثوليكي أو البروتستانتي. كما يعيش في ألمانيا قرابة 200 ألف يهودي، و3.5 مليون مسلم. ومن حيث المبدأ تتعايش مختلف الديانات بسلام، والنزاعات -حتى تلك التي يُنظر فيها أمام المحاكم- فتدور بين الفينة والأخرى حول الرموز الدينية، ولذلك فإن الحجاب ممنوع في المدارس الحكومية في الكثير من الولايات الألمانية. وحتى الصلبان فلا يُسمح بتعليقها في صفوف المدارس بكل مكان.

الأمن في الشوارع:
تعد ألمانيا من البلدان الآمنة نسبياً، لكن على الرغم من ذلك توجد فيها عمليات سطو واعتداء ونشل أيضاً. وفي مراكز المدن يمكن للمرء التنقل بأمان حتى بعد حلول الظلام. وينبغي على المرء توخي الحيطة في الشوارع النائية والأماكن المنعزلة. وفي مواقف السيارات توجد أماكن خاصة بالنساء، تكون قريبة من المداخل والمخارج. كما يجب على المرء الانتباه دائماً على حقيبته، وخصوصاً في الأماكن التي ينصرف فيها انتباه المرء بسهولة إلى المعالم العمرانية. وفي حالات الضرورة يمكن للمرء الاتصال بالشرطة مجاناً على الرقم 110 من أي كابينة هاتف.

التيار الكهربائي:
إن مقدار توتر التيار الكهربائي في ألمانيا يبلغ 220 فولتاً، لكن لا تتناسب جميع قوابس الأجهزة الكهربائية في البلدان الأخرى مع النظام الألماني. إن القوابس ذات المقاييس الأوروبية تناسب جميع المقابس. ويُنتج التيار الكهربائي في ألمانيا من الفحم الحجري والطاقة النووية، إضافة إلى الطاقات البديلة كالطاقة الشمسية وقوة الرياح والمواد العضوية على سبيل المثال. وكل منزل يمكن أن يُزود بالكهرباء من خلال العديد من الشركات المزودة بالطاقة الكهربائية. واختيار الشركة المناسبة لا يتعلق بالأسعار فقط، بل إن المرء بإمكانه أيضا اختيار نوعية مصدر هذه الطاقة. من يعارض استخدام التكنولوجيا النووية، يمكن أن يختار شركة لا تنتج الكهرباء من الطاقة النووية.

الهاتف:
إضافة إلى شبكات الهاتف الأرضي لشركة الاتصالات الألمانية Deutsche Telekom والشركات المحلية الأخرى توجد شركات متعددة لتقديم خدمات الاتصال بالهاتف المحمول، الذي يُسمى في ألمانيا بـHandy. وعروض خدمات الهاتف المحمول تتنوع من الخدمة المفتوحة إلى المدفوعة مسبقاً. وشركات الهاتف المحمول تقدم عروضاً مختلفة، بعضها للطلبة فقط. لذلك يجب على المرء دائماً مراجعة ما إذا كان فعلاً بحاجة للخدمات المعروضة. ومن يجري اتصالات دولية كثيرة، فعليه أن يختار شركة تقدم أسعاراً مناسبة للخدمة الدولية.

:هواتف مهمة

  • الشرطة/ الإطفاء 110
  • الإسعاف الفوري 112
  • الرمز الدولي لألمانيا هو 0049، ومن ثم يختار المرء رمز المدينة من دون 0 وفيما بعد رقم الهاتف

تأشيرة الدخول:
يحتاج الأشخاص من خارج الاتحاد الأوروبي والذين يرغبون في الدراسة في ألمانيا عادة إلى تأشيرة دخول، ولذلك توجد أنواع مختلفة من هذه التأشيرات. من يرغب في دخول ألمانيا بصفة طالب، يجب أن لا يطلب بأي حال من الأحوال تأشيرة سياحية. ومن يطلب تأشيرة دراسية أو الالتحاق بدورة تعليمية، يحتاج إلى جواز سفر ساري المفعول وصور شخصية ووثيقة قبول في الجامعة مُعترف بها في ألمانيا ووثيقة عن الضمان المالي لمدة عام. وتُطلب تأشيرة الدخول في السفارة الألمانية بالبلد الأصلي أو في قنصلية ألمانية. وهناك يحصل المرء على مزيد من التفصيل عن الأمور التي يجب مراعاتها.

السكن:
يمكن للمرء الإطلاع في الصحف اليومية والأسبوعية على الإعلانات المتعلقة بالشقق والمساكن، وأكثر هذه الإعلانات تكون في أيام السبت. إضافة إلى ذلك يوجد في كل الجامعات ما يسمى بـ”اللوح الأسود” حيث يتم عرض مساكن وغرف في مساكن الطلبة الجماعية. وفي العديد من المدن يوجد أيضاً “مراكز الاشتراك في السكن”، يمكن للمرء التسجيل فيها. الإيجار في ألمانيا مرتفع جداً، وأول هذه المدن مدينة ميونخ، حيث يصل إيجار المتر المربع الواحد من دون تدفئة قرابة 10 يورو، أرخصها فهي مدينة لا يبزيج، كما أوضحت الإحصائيات المتعلقة بهذا الشأن والصادرة عام 2010.

تكاليف المعيشة في ألمانيا

تختلف التكلفة المعيشية في ألمانيا من ولاية لأخرى، لكن في المتوسط يحتاج الطالب الجديد إلى 600 يورو شهرياً. وهنا سوف نبين بالتفصيل المصاريف الأساسية للطلاب في ألمانيا.

السكن:
يوجد في كل مدينة ما يسمى بالسكن الجامعي، يحق للطلاب المسجلين بالجامعة الإقامة في غرفة فيه تكون على الأغلب مجهزة بالأثاث الرئيس من طاولة مكتب مع سرير وخزانة ملابس بالإضافة إلى مكتبة صغيرة لوضع الكتب الدراسية فيها. وهو سكن مريح جداً ورخيص نسبيًا، وتكون من ضمن الأجرة فاتورة المياه والكهرباء بالإضافة إلى خدمة الإنترنت.

تتراوح أجرة السكن بالسكن الجامعي ما بين 190 إلى 230 يورو شهرياً. أما طلاب اللغة غير المسجلين في الجامعة فلا يحق لهم السكن الجامعي إلا إذا كان هناك اتفاق ما بين معهد اللغة والجامعة. وهنا يضطر الطلاب للسكن الخاص وهو أغلى قليلاً من السكن الجامعي إذ تتراوح التكلفة مابين 200 إلى 400 يورو، وهذا التفاوت يعود إلى المدينة والموقع وعدد الغرف، إلخ… على سبيل المثال: غرفة في مدينة درسدن شرق ألمانيا تكلف شهرياً حوالي 200 يورو وغرفة في مدينة هامبورغ تكلف ما بين 300 إلى 400 يورو. طبعًا فاتورة الماء أو الكهرباء تكون على الأغلب من ضمن الأجرة. أما بالنسبة إلى الأثاث فهذا يعود إلى الطالب إذا أراد غرفة أو شقة مفروشة أو إذا أراد أن يكلف نفسه بالأثاث.

خدمة الإنترنت إما أن تكون بالاتفاق مع المؤجر مقابل مبلغ ما بين 10 إلى 20 يورو شهرياً، أو بالاشتراك بشكل مباشر مع شركات خدمة النت التي توفر عروضًا رخيصة ومغرية للطلاب.

المواصلات:
فى كثير من الولايات الألمانية يحصل الطلاب المسجلين في الجامعة على بطاقة مواصلات تُتيح لهم حرية استخدام وسائل النقل والتنقل في المدينة وتكون مدفوعة من ضمن القسط الجامعي. أما طلاب اللغة (أو الطلبة فى الولايات التى لا تطبق نظام بطاقات مواصلات الطلبة) فيدفعون بطاقة الموصلات على حسابهم الخاص وتتراوح ما بين 40 الى 80 يورو شهرياً وذلك حسب الرغبة .إذ أن المدن في ألمانيا مقسمة إلى دوائر مواصلات، وعلى الطالب اختيار الدائرة التي يقع من ضمنها معهد اللغة والسكن
المقيم فيه.

التأمين الصحي:
يُلزم كل مقيم في ألمانيا من مواطنين أو أجانب أو طلاب بالحصول على تأمين صحي من شركات التأمين الألمانية وتكون التكلُفة ما بين 38 إلى 77 يورو شهرياً، وذلك حسب الرغبة في تأمين صحي شامل أو تأمين سياحي جزئي وهو تأمين فقط للحالات الطارئة.

مصروف الأكل والشرب:
تتراوح مصاريف الطعام والشراب حسب المدينة وحسب أسلوب حياة الطالب ما بين 100 يورو وما فوق. ويوجد العديد من المحلات الكبيرة المتوفرة بكثرة في كل المدن والمناطق والتي تفتح بشكل يومي ما عدا يوم الأحد، بالإضافة إلى وجود محلات تعرض المنتجات العربية والشرقية المنتشرة بكثرة في القسم الغربي من ألمانيا نتيجة التنوع الثقافي الكبير ومن ضمنها اللحوم المذبوحة إسلاميًا.

مصروفات عامة:
تتنوع المصروفات العامة ما بين الترفيه والرحلات وشراء الملابس. ومن حيث الملابس هنا فيوجد ما هو رخيص وما هو غالي الثمن، لكن ذلك يعود إلى الشخص نفسه. وبالنسبة للمدخنين فإن التدخين أولًا ضار بالصحة، وثانيًا مكلف جداً إذ إن تكلف علبة السجائر ما بين 4.50 إلى 5 يورو.

كيف تتعرف على أصدقاء في ألمانيا

يعتبر التعرف على أصدقاء جدد في بلد غريب تحديًا كبيرًا للطلاب الأجانب. وفي ألمانيا يتضاعف التحدي بالنسبة للطالب العربي نظرًا للاختلاف الثقافي ومشاكل التواصل اللغوي، لكن تتوفر عدة إمكانيات أمامه لإقامة صداقات جديده فلا شيء يُهون قسوة فراق الأهل والبعد عن الوطن سوى التعرف على أصدقاء جدد، قادرين على تعويض الدفء الأسري وملء فراغ الطالب. غير أن هذه المهمة التي تبدو سهلة في العديد من البلدان العربية قد تصعب في بلد مثل ألمانيا نظرًا لعدة عوامل، أولها الاختلافات الثقافية بين ألمانيا والبلدان العربية، هذا بالإضافة إلى صعوبة اللغة الألمانية في البداية، والتي تعتبر وسيلة من وسائل الاندماج في المجتمع الطلابي الألماني.

الإمكانيات التي توفرها الجامعة الألمانية:
توفر الجامعة الألمانية برامج عديدة تهدف إلى إخراج الطالب الأجنبي من عزلته وكذا مساعدته على التأقلم في المجتمع الجديد. أحد هذه البرامج هو برنامج “Study Body” وهو برنامج تتلخص فكرته في أن يقوم طالب ألماني متطوع بمصاحبة الطالب الأجنبي ومساعدته على حل مشاكل الحياة اليومية في ألمانيا، وكذا مساعدته في فهم واستيعاب المحاضرات الجامعية عن طريق الشرح اللغوي. وبدوره يستفيد الطالب الألماني بالتعرف على ثقافة جديدة وعلى تقاليد الطالب الأجنبي.

هناك برنامج جامعي شبيه يسمى” برنامج العراب” وهو برنامج يرتكز على تكفل طالب ألماني قديم بعدد من الطلبة يتراوح ما بين الأربعة والستة، وذلك لمدة تتراوح بين الثلاثة والأربعة شهور، حيث يساعد الطلبة الأجانب في الشؤون الرسمية كملء الوثائق الإدارية وإيجاد السكن الملائم وكذا التسوق.

” التبادل اللغوي” أو” شبراخ تانديم” هو أحد العروض المفيدة التي تقدمها الجامعة للطلاب الأجانب. حيث يتعرف الطالب العربي على طالب ألماني يرغب في تعلم اللغة العربية دون مقابل مادي، وبدوره يساعد الطالب الألماني الطالب العربي في تطوير لغته الألمانية وفي التعرف على أوجه الحياة في ألمانيا. هذا بالإضافة إلى أن مكاتب الطلبة في الجامعات الألمانية تنظم بعض الأنشطة الثقافية، كالعروض السينمائية أو الحفلات الموسيقية، والتي تكون فرصة سانحة للتعرف على وجوه جديدة.

تجدر الإشارة إلى أن أغلب دور الطلبة أو المساكن الجامعية في ألمانيا بها مسؤول عن الطلبة الجدد، يكون في الغالب أحد الطلبة القدامى، ويمكن للطلبة الجدد أن يتوجهوا إليه في حالة الضرورة، كما يتم تنظيم لقاءات تعارف داخل السكنى الجامعية إلى جانب أنشطة ثقافية ورياضية تخول ربط صداقات جديدة.

من جهة أخرى صار للإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي دور فعال في ربط التواصل بين الطلبة. ومن أشهر هذه المواقع في ألمانيا “StudiVZ ” وهو موقع للتواصل بين الطلبة. ويضم الموقع 16.5 مليون مستعمل حسب آخر الإحصائيات. كما يمكن للطالب الأجنبي أن ينخرط في بعض الأنشطة الطلابية أو بعض الأنشطة النقابية والتي تشكل أيضا فرصة سانحة للتعرف على أصدقاء.

.يمكنك دائمًا إضافة أو تعديل البيانات المعروضة عن طريق إرسالها لنا على هذا  الرابط

Subscribe To Our Newsletter

Subscribe To Our Newsletter

Join our mailing list to receive the latest news and updates from our team.

You have successfully subscribed! Please make sure to add our email (info@egyptscholars.org) to your address book.