الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية
فريق العمل
لأن كل عقل يفرق
يراود الكثيرين فكرة القدوم لاستكمال الدراسات العليا في الولايات المتحدة الامريكية. وسوف احاول في هذه المقالة ان الخص اهم اسباب القدوم للدراسة و كيفية التقدم لها في هذه السلسلة من التدوينات.
و قبل الدخول في التفاصيل سوف يسهل لنا الامر ان نعرف بعض التعريفات. الدكتوراة: هي دراسة طويلة و معمقة في موضوع واحد. وعندما نقول طويلة فنحن نقصد حوالي 6 سنوات. و بالعميقة نقصد انك بنهاية هذه المدة سوف تكون اعلم (او اقرب الى اعلم) شخص في العالم في هذا الموضوع. بل سوف تكون اعلم من استاذك المشرف على الدرجة. و بموضوع واحد فنحن نقصد انك سوف تعمل في الغالب في موضوع متخصص جدا و ضيق في نفس الوقت.
لماذا استكمل دراستي ؟
قد تندهش عندما تعلم ان كثير من الاشخاص يذهب لاستكمال الدراسة للاسباب الخطأ. فبعضهم يذهب لانه مل وظيفته او للبحث عن فرصة افضل. لكن في الغالب استكمال الدراسة ليس الحل السحري. فدرجة الدكتوراة تطلب الكثير من المال و الوقت و الجهد و المثابرة و في نفس الوقت العائد المادي خلال هذه الفترة يكون اقل كثيرا من دخل العمل. بل ان كثير من طلبة الدكتورة يفقدون التمويل الازم خلال فترة الدراسة و يضطرون الى البحث عن عمل او التوقف عن الدراسة لفترة. فعند حساب التكلفة انت لا تحسب فقط الاموال التي تدفعها فقط من مدخراتك بل تضيف الى ذلك “تكلفة الفرصة الضائعة” كما هو متعارف عليه في علم الاقتصاد. فمثلا في الولايات المتحدة الامريكية و في مجال علوم الحاسب الآلي قد يتراوح مرتب البداية من 80,000 دولار سنويا و حتى 100,000 دولار سنويا. و يزداد المرتب بمرور السنوات. ففي 6 سنوات مثلا تكون تكلفة الفرصة الضائعة هي على الاقل 480,000 دولار! نلاحظ هنا ان هذا الحساب يفترض وجودك في الولايات المتحدة الامريكية. لكن اذا كانت فرصة عملك في الولايات المتحدة الامريكية منعدمة في حالة عدم التقدم للدراسة فان مثل هذه الحسابات تختلف و قد يكون من الافضل الوصول الى “حل وسط” بالتقديم على درجة الماجستير ثم التقدم للعمل بعد ذلك في الولايات المتحدة الامريكية.
على الجانب الآخر هناك “المنفعة” او “العائد” للدرجة. فبعد 6 سنوات عندما تبدأ العمل بدرجة الدكتوراة سوف يكون معدل زيادة المرتب اعلى من الغير حاصل على الدرجة. و بذلك يتضح ان على المدى الطويل قد يكون “المكسب” الصافي لدرجة الدكتوراة اعلى من عدم الحصول عليها. ضع هنا اكثر من خط على كلمة “قد”. فزيادة المرتب تكون مرتبطة ايضا بمعايير اخرى كثيرة مثل الكفائة و الانتاجية.
النجاح في الحصول على درجة الدكتوراة ايضا يتطلب نوع خاص من الشخصية و لذلك يفشل كثيرين في الحصول عليها او الاستفادة منها كلية. فلكي تتقدم الى درجة الدكتوراة يجب ان تحب البحث العلمي او/و التدريس. يجب ايضا ان تتحلى بالمثابرة و بالشغف الشديد لللوصول الى حل مشكلة و قد يتطلب ذلك ايام بل شهور لحلها دون كلل او ملل. يجب ايضا ان يكون لديك مقدرة على ان تعبر عن نفسك. فالبحث العلمي يتطلب كتابة الابحاث و “مقترحات التمويل” دوريا و جزء كبير من نجاح الباحث يكون في مقدرته على التعبير عن نفسه بل في الغالب تتطلب ايضا مهارات تسويقة للتسويق لافكارك !
الخلاصة هي ان دراسة الدكتوراة قد تكون ذات عائد كبير او خسارة كبيرة. نصيحتي هي ان تتأنى ان كنت في حالة شك. فقد يكون عملك في مركز بحثي لفترة مؤقتة طريقة قليلة التكلفة لتكتشف ميولك و قدراتك. الاكيد فقط ان الدكتوراة ليست للجميع.
عملية التقدم
عملية التقدم تبدأ من بعد اتخاذك لقرار استكمال الدراسات العليا و لا تختلف الخطوات كثيرا إذا كنت تتقدم
لدرجة الماجستير أو الدكتوراة. (ملحوظة : أغلب الجامعات في الولايات المتحدة الامريكية لا تشترط حصولك على الماجستير قبل الدكتوراة و في كثير من الأحيان لا يكون المتقدم للدكتوراة حاصلاً على درجة الماجستير، إلا أن ذلك قد يكون شرطاً من شروط الجامعة أو الكلية التي تخرج منها الدارس إذا كان يعمل معيداً أو يريد إستيفاء شروط التعيين كمدرس بجامعته أو كليته حين عودته).
اختيار الجامعات و البرامج الدراسية التي تريد الإنضمام اليها
اول خطوة في عملية التقدم هو اختيارك لعدد كافٍ من الجامعات التي ترغب في التقدم إليها. قد تندهش لماذا يجب عليك التقدم إلى أكثر من جامعة في نفس الوقت. السبب أنه في حالة عدم قبولك في الجامعة التي ترغب فيها فمن الافضل أن يكون لك خطة ب او ج. و ينصح بالتقدم إلى ما بين 3 إلى 5 جامعات على حسب الوقت المتاح و حسب الميزانية المتاحة للتقدم كما سيأتي لاحقاُ.
اهم العوامل التي يجب ان تضعها في اعتبارك عند اختيار الجامعة هي :
1- تصنيف الجامعة و القسم الذي تريد الانضمام اليه. فالتصنيف يعطيك بصفة عامة مستوى أقرانك في الدراسة و مستوى تنافسية الجامعة بالنسبة للجامعات الاخرى. تقوم مجلة USNews بتقييمات سنوية و يمكن الحصول عليها مقابل اشتراك على الرابط التالي : http://www.usnews.com/rankings
2- وجود مجموعة بحثية في المجال البحثي الذي تريد دراسته ووجود مجموعة من الدكاترة الفاعلين. هؤلاء هم من ستعمل معهم و من ستلجأ اليهم في حالة رغبتك في الحصول على استشارة.
3- فرص قبولك في الجامعة. طبعا تسطيع ان تتقدم الى أعلى 5 جامعات في الولايات المتحدة الامريكية إلا أنه كلما صعدت في الترتيب كلما ازدادت صعوبة الحصول على فرصة.
4- تكلفة المعيشة في منطقة الجامعة. عادة ما يكون دخل طالب الدكتوراة في حدود 1800 – 2100 دولار شهريا على حسب الجامعة و مصدر التمويل. هذه الارقام قد تجعلك تعيش ملكا في بعض المناطق لكن في مناطق اخرى خاصة قرب المدن قد تكفي بلكاد احتياجاتك الاساسية. لذلك ننصح ان كنت تعرف احدا يعيش في هذه المنطقة ان تسأل عن تكلفة المعيشة. ايضا عادة ما يكون هناك موقع لشؤون الطلبة القادمين بالخارج يحتوي دليل او اكثر عن المعيشة في منطقة الجامعة. اخيرا، اذا كانت جامعتك مذكورة في دليل المغتربين الجدد في هذا الويكي فننصحك بمراجعته.
تتكلف عملية التقديم بعض من المال فلذلك اعتمادا على ميزانيتك قد ترغب في التقدم الى 3 او 5 جامعات. بصفة عامة ترغب ان تتقدم ل 2 من الجامعات المتفوقة في الترتيب العالمي و واحد او اثنان من الجامعات في المراكز بين 20 و 50 و هذه هي الجامعات التي من الارجح ان تقبل فيها. واخيرا للخطة ج و هي في حالة عدم قبولك في احدى هذه الجامعات قد ترغب في التقدم في الجامعات تحت ترتيب ال50 حتى لا تضطر الى الانتظار إلى الفصل الدراسي التالي أو العام الدراسي التالي للتقدم مرة أخرى.
خطوات التقدم
لكل جامعة أو برنامج دراسي هناك ميعاد محدد تغلق بعده عملية استقبال المتقدمين حتى يتسنى للجنة القبول أو ال Admissions Office فحص الطلبات و تحديد المقبولين. في حالة الدكتوراة يكون هذا الوقت عادة ما بين ديسمبر او فبراير خلال العام الدراسي السابق للعام الذي تتقدم إليه. اما في حالة الماجستير فيكون الوقت عادة ما بين فبراير لابريل خلال العام الدراسي السابق. فمثلاً إذا رغبت في بدء دراستك في سبتمبر 2013، فقد يكون عليك تقديم أوراقك قبل منتصف يناير 2013. و هناك بعض البرامج التي تسمح بالتقدم خلال الفصل الدراسي الثاني، أي بدء الدراسة في يناير، و يكون لذلك ميعاد مختلف.
لذلك بعد اختيار الجامعات و تحديد مواعيد التقدم، يجب عليك ان تبدا للتجهيز المستندات الازمة في اقرب فرصة ممكنة. ايضا عليك اجتياز بعض الامتحانات و هذا يستهلك بعض الوقت في التحضير لها. اغلب الجامعات تطلب نفس المستندات لكن عليك مراجعة موقع التقديم للدراسات العليا الخاص بكل جامعة لتاكد من انك تستوفي الشروط. و فيما يلي قائمة باهم هذه المستندات و الامتحانات.
1. شهادات البكالوريوس. تسطيع الحصول عليها و الشهادات التالية من مكتب الدراسات العليا بالجامعة التي درست بها. 2. شهادات بالدرجات و المواد. 3. المنهج الدراسي. 4. امتحان ال( GRE) العام . يهدف هذا الامتحان على تقييم قدراتك التحليلية و قدراتك في حل المشكلات. ولذلك يجب عليك التدرب جيدا لهذا الامتحان فاغلب المقبولين في الجامعات ذي الترتيب العالي حاصلين على درجات فوق 160-163 من 170. يوجد عدد من الكتب التي تأتي بنماذج امتحانات و على افضل الاساليب للتدرب لها. و منها على سبيل المثال كتاب “Kaplan” و موقعه kaptest.com 5. امتحان اللغة الانجليزية TOEFL 6. رسائل التزكية : تطلب اغلب الجامعات عدد من 2 الى 3 رسائل تزكية من اشخاص عملت معهم. احرص على ان تكون هذه الرسائل من اشخاص يعلموا قدراتك الاكاديمية جيدا و من المفضل ان تحاول ان تعمل مع بعض الدكاترة في مشروعات بحثية خلال الدراسة حتى تستطيع الحصول على افضل رسائل تزكية منهم. من المهم ايضا ان توضح لهم اهمية هذه الرسائل و ياحبذا لو كانوا من ذوي التاريخ البحثي في المجال التي تتقدم اليه. 7. السيرة الذاتية أو ما يعرف بال Curriculum Vitae أو CV 8. الخطاب الشخصي أو Personal Statement: هذا الخطاب عبارة عن رسالة الى لجنة القبول و يكون عادة محدد بعدد من السطور او صفحتين من الكتابة. اهمية هذا الخطاب هي انه فرصتك لتشرح للجنة لماذا ترى أنك جدير بالقبول في الجامعة. و يجب عليك ان تسعى لتوصيل معلومات محددة في هذا الخطاب. و لنبدأ اولا بماذا يجب عليك الا تكتبه. لا تكتب خطاب ملخصة انك الطفل العبقري الذي كان يفكك كل لعبه و يعيد تجميعها منذ ان كان سنك لا يتعدى اصابع اليد الواحدة. فبصرف النظرعن أن عبقريتك كطفل ليست دليلاً على انك تمتلك المهارات اللازمة للبحث العلمي فانت ايضا لا تستفيد من المساحة في شرح ما هي الاشياء التي فعلتها فعلا و تثبت انك تصلح للبحث العلمي. لا تكتب ايضا عن درجاتك الدراسية و عن ترتيبك في الجامعة. السبب ان هذا جزء مهدر من الرسالة فانت بالفعل ارسلت اليهم شهادات بالتقديرات و الدرجات التي حصلت عليها. و حتى ترتيبك خلال دراستك تستطيع ايراده في ورقة منفصلة ضمن الجوائز و الشهادات الشرفية التي حصلت عليها.
نذكر الآن ماذا يجب ان يحتويه ذلك الخطاب: الفقرة الاولى: ما هي المجالات البحثية التي تهتم بها و لماذا.( و هذا مهم للجنة القبول لانها تحدد من من دكاترة القسم سينظر ملفك لتقييمه) الفقرة الثانية و الثالثة: ما المشاريع البحثية التي اشتركت فيها؟ ماذا توصلت فيها و ماذا تعلمت منها. ما هي الطرق التي استخدمتها في محاولاتك. لا تقلق من ذكر انك لم تستطع حل المشكلة البحثية او التوصل الى اثبات ما اردت اثباته. الفقرة الرابعة: اذكر لماذا تريد الحصول على درجة الدكتوراة ؟ و ما لا يمكنك تحقيقه بدونها ؟ الفقرة الخامسة : اذكر لماذا تريد الانضمام للجامعة هذه؟ من ترغب في العمل معه؟. ماذا قرات عن الجامعة و لمن من الدكاترة قرأت ؟ ماذا ستتعلم من هذه الجامعة؟ و بالطبع يتطلب ذلك قضاء وقت و بحث في موقع الجامعة عن الأبحاث و المشاريع التي تقام بها و كذلك التعرف على بعض المدرسين و الطلبة و أنشطتهم. و لا تتردد في مراسلة شخص ما بالجامعة إذا أثار اهتمامك أي منم تلك المشاريع أو إذا رغبت في استفسارات محددة و ليست أسئلة عامة حتى لا تضيع وقت متلقي تلك الأسئلة.
9. الشهادات و الجوائز الشرفية التي حصلت عليها. 10. خبراتك البحثية والعملية السابقة.
لا توجد إجابة محددة عن أهم الاشياء في هذه القائمة. لكن بصفة عامة يعتقد ان اهم الاشياء في ملفك هي خبراتك البحثية السابقة و الخطاب الشخصي و رسائل التوصية.
اذا كان امامك الكثير من الوقت للتحضير فمقدرتك على نشر عدد من الاوراق البحثية في المؤتمرات الخارجية هي اشارة واضحة لقدراتك البحثية. ولذلك اذا كنت لا تزال في دراستك الجامعية فعليك بالذهاب الى عدد من الدكاترة و محاولة العمل في مشاريع بحثية قد تكون من نتيجتها نشر ورقة بحثية.
دراسة الطب في أمريكا
هناك طريقين لاستكمال مشوارك الطبي في أمريكا: البورد الأمريكي و الدراسات العليا
إذا كنت ترغب في التطوع معنا بتلخيص الندوة لملخص مكتوب يمكنك التقدم للتطوع بالضغط هنا
More Posts
Papers published through Labs Program
يتم يومياً نشر العديد من الأوراق البحثية العلمية في مجلات و جرائد علمية دولية يقدمها باحثون من مختلف الجهات البحثية الرسمية حول العالم ، لكن ما يميز هذه الورقة البحثية هو كونها نتاج أحد مبادرات مؤسستنا الغير ربحية و التي تهدف للتوعية بأهمية البحث العلمي و تقديم كل عون...
From idea to science start-up
نظرة عامة عن الطب الناتوي الموجه وعلاج مرض السرطان
الدراسة في ألمانيا
تكرس ألمانيا منذ قرون اهتماماً بالغًا بالعلم والثقافة والمعرفة؛ فمفكروها وفلاسفتها وموسيقيوها أغنوا المكتبات العالمية. وتتميز ألمانيا بجامعاتها ومعاهدها التي تنتهج أحدث ما توصل إليه العلم لتطبيق مناهج دراسية متطورة قادرة على بناء أجيال من المتعلمين والمجهزين بأحدث ما توصل إليه العلم البشري لتعليمه وتطويره وتعتبر الدراسة في ألمانيا شبه مجانية للطالب المحلي والأجنبي على السواء . تعرف على هذا وأكثر من خلال الفيديو المرفق في المقال
هل تمثل منح الدراسة في بعض الجامعات العربية فرصة تعليم حقيقية ؟!
في السنوات الأخيرة انتشرت فرص الحصول على منح دراسية وكثير من المميزات الإضافية من بعض الجامعات في الدول العربية، ولنكن أكثر تحديدًا فھي جامعات دول الخليج العربي المختلفة وبشكل خاص جامعات المملكة العربية السعودية. وللإجابة عن ھذا السؤال يجب أن نضع نصب أعيننا سؤال آخر...
مصادر ومبادرات معرفية وعلمية متاحة باللغة العربية
أصبح التعلم من على الإنترنت وسيلة هامة في وقتنا الحالي. لكن هل توجد مبادرات ومؤسسات معنية بذلك وتنطق باللغة العربية؟ بالتأكيد .. ليس هذا فقط بل إن تلك المبادرات متنوعة في ما تقوم بها من أنشطة .. بعضها يركز على الدورات والكورسات والبعض الآخر يركز على الترجمة ونشر...
One Young World’s Entrepreneur of the Year Award 2019 for young Entrepreneurs | Opportunities For Africans
Application Deadline: 19 May 2019 6pm BST One Young World’s Entrepreneur of the Year Award has been created to identify and promote 5 of the world’s most revolutionary entrepreneurs under 35 who are having a positive global impact and inspiring others with...