ترتيب الأبحاث في المجلات والمؤتمرات العلمية

ترتيب الأبحاث في المجلات والمؤتمرات العلمية

ترتيب الأبحاث في المجلات والمؤتمرات العلمية

أحمد هاني حسني

أحمد هاني حسني

Research Fellow, Deakin University, Australia

egyptscholars

تابعنا على

من المهم لأي باحث أو طالب ماجستير أو دكتوراه أن ينشر أوراقه البحثية لتتم مراجعتها من قِبَل أقرانه الباحثين (peer review) وليتم توثيقها فيستفيد بها الباحثون الآخرون في نفس النقطة ويتم استخدامها كمصدر مشار إليه أو ما يطلق عليه (citation).

ومع انتشار المؤتمرات والجورنال والمجلات العلمية اختلط الغث بالسمين وصارت عملية النشر مربكة لحديثي العهد بالبحث العلمي ومن لا يملكون الخبرة. لذلك قامت بعض الهيئات بعمل ترتيب للجورنال والمؤتمرات طبقًا لتأثيرها في التخصص (impact factor) وعلى حسب عدد الإشارات إليها (Citation).

وانطلاقًا من القاعدة: لو أن البحث صحيح ومؤثر ومكتوب بصورة جيدة سينشر في أقوى المؤتمرات أو المجلات. و إن كان بالبحث خطأ علمي أو غير مؤثر أو غير مفهوم بسبب أسلوب الكتابة أو اللغة فالأحرى بنا أن نصحح الخطأ بدلًا من أن ننشر البحث في مكان ضعيف ليس له مصداقية.

مواقع تعنى بترتيب مستوى النشرات الدورية والمؤتمرات العلمية

 فيما يلي سأقوم بسرد مجموعة من المواقع المعنية بترتيب الجورنال والمؤتمرات طبقًا للمعايير المختلفة (يمكنك الضغط على الروابط لزيارة مواقعها على الإنترنت):

موقع – SJR Scimago Journal & Country Rank

وهو موقع يرتب الجورنال على حسب الأفضلية إلى Q1,Q2,Q3,Q4 ويفضل أن تضع أوراقك البحثية في Q1 أو Q2 حيث أن أقل من ذلك تعتبر مجلات ضعيفة في التخصص أما الجورنال غير المذكورة فهي نكرات لا يعتد بها في الجامعات المرموقة.

موقع – CORE: Computing Research & Education

وهو موقع ترتيب المؤتمرات والجورنال طبقًا للمعايير الأسترالية ويقسمها إلى A*, A, B, C و ما لم يذكر اسمه فهو نكرة لا يعتد به وعادة يقبلون A, B للطلبة لأن A* صعب جدًا النشر فيه مثل nature و science.

ومن المواقع المشهورة لترتيب وتقييم الجورنال أو المؤتمر كل من جوجل ومايكروسوفت:

 موقع– Microsoft Academic

 موقع– google scholar

و أخيرًا أرجو الأخذ في الاعتبار أن الأوراق المنشورة في جورنال بوجه عام – عدا استثناءات خاصة – مفضلة عن الأوراق المنشورة في مؤتمرات وإن كان يعيب أغلب الجورنال أنهم يأخذون وقت طويل للرد و لذلك يلجأ بعض الطلبة للمؤتمرات. و أنصح من ينشر في أي مؤتمر ألا يقل المؤتمر عن مستوى A أو Q1 حتى لو استلزم ذلك بعض الجهد.

More Posts

مساق أساسيات البحث العلمي

مساق أساسيات البحث العلمي

مساق أساسيات البحث العلمي يعرف الطالب والباحث بأهمية البحث العلمي وأخلاقياته كما يوضح أساليب الكتابة العلمية والأدوات والطرق التي من شأنها صناعة باحثين محترفين. المساق عبارة عن عشر محاضرات مسجلة مع شرائح العرض وملخص كتابي لكل محاضرة.

هل تملك مؤشرًا للنجاح؟

هل تملك مؤشرًا للنجاح؟

كيف تعرف أنك شخص مؤثر؟ هل هناك مقياس أو مؤشرات؟ ما هى المعلومات التى تحتاج إلى جمعها لتعرف ذلك؟ وكيف تفهم تلك المعلومات؟ هل تسير نحو النجاح؟

تعرف على الفرق بين السير الذاتية المطولة (CV) والمختصرة (Resume)

تعرف على الفرق بين السير الذاتية المطولة (CV) والمختصرة (Resume)

تعرف على الفرق بين السير الذاتية المطولة (CV) والمختصرة (Resume)

إلهام فضالي

إلهام فضالي

طالبة دكتوراة - جامعة ديلفت بهولندا

egyptscholars

تابعنا على

نستعرض هنا إجابات لبعض التساؤلات التي قد تدور في خاطر البعض عن الفروقات بيت السيرة الذاتية المطولة (CV) وبين السيرة الذاتية المختصرة (RESUME’).

الفرق بين ال CV وال Résumé

– ال CV يستخدم أكثر للتقديم علي المناصب والوظائف الأكاديمية وينبغي أن يوثّق مؤهلاتك وإنجازاتك العلمية والأكاديمية وفي كثير من الأحيان يُطلب الCV بأن يكون مفصّلا.

– الRésumé يستخدم أكثر للتقديم علي المناصب غير الأكاديمية في المؤسسات والشركات . لذا ينبغي عليك أن تعد سيرتك الذاتية وفقا لمتطلبات الوظيفة والمؤسسة والشركة التي تتقدم لها. وبما أن المديرين الذين يستقبلون السير الذاتية ويراجعونها تُرسل إليهم مئات السير الذاتية ، فـالسيرة الذاتية الواحدة في المتوسط تأخذ من المراجع حوالي ١٥ ثانية . لهذا السيرة الذاتية المقدمة لشركة أو مؤسسة لوظيفة غير أكاديمية يجب أن تكون موجزة وبها كل المعلومات والخبرات المتعلقة بالوظيفة المتقدم لها وتعطي انطباع جيد وسريع عن صاحبها.

– كلا من ال CV والRésumé يجب أن يعرضوا المهارات والخبرات للشخص المتقدم والمتعلق بالوظيفة المتقدم لها بشكل مقنع وجذّاب للمراجع.

هل ستحتاج CV أم ال Résumé ؟

معظم الوظائف في القطاع الخاص والمؤسسات غير الهادفة للربح تتطلب تقديم Résumé ولكن نظرا للخلط بين لفظتي ال CV والRésumé يجب أن تضع في اعتبارك طبيعة الوظيفة المتقدم لها واستيفاء سيرتك الذاتية للمواصفات المتعلقة بكل وظيفة وطبيعتها بغض النظر ما إذا كان اسمها Résumé أو CV.

و للعلم في كثير من الأحيان، هناك الكثير من الوظائف التي تتطلب خليط ما بين مواصفات ال Résumé والCV .فإذا كنت متقدما علي سبيل المثال لوظيفة بحثية ولكنها غير أكاديمية آو وظيفة إدارية في جامعة فمن الممكن أن تستخدم في سيرتك الذاتية خليط ما بين الاثنين (hybrid between a résumé and a CV). ففي الأمثلة السابقة يمكنك عمل سيرة ذاتية بها خليط من مؤهلاتك وخبراتك العملية وخبراتك العلمية وفي نفس الوقت تخدم الوظيفة المتقدم لها. علي سبيل المثال خبراتك ومهاراتك في البحث (Research Skills) يمكن الاستدلال عليها من خلال ذكر مشروع بحثي علي سبيل المثال قمت به في سنوات الدراسه بالجامعة وتستطيع أيضا الحديث عن المقالات العلمية التي نشرت لك في مجلات أو دوريات علمية ليستدل بها علي مهاراتك الكتابية بشرط أن تكون ضمن مقومات الوظيفة وهكذا.و لكن عليك أن تنتبه أنه مادامت الوظيفة غير أكاديمية فيجب أن تكون سيرتك الذاتية مختصرة قدر المستطاع وموجزة وتجذب القارئ.

في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط وأفريقيا، قد يطلب أصحاب العمل من المتقدمين Hybrid CV/ Résumé وهو الخليط ما بين الاثنين الذي تحدثنا عنه من قبل. وف يأحيان كثيرة يتم الخلط بينها وبين resume ولهذا فطبيعة الوظيفة هي التي ستفرض عليك شكل سيرتك الذاتية التي تعدها. أما في أمريكا فكلمة CV تعني سيرة ذاتية لوظيفة أكاديمية أو بحثية أو علمية.

مقارنة توضيحية بين النوعين:

أولا: السيرة الذاتية المفصلة – CV

من سيطلع عليها؟

الأكاديميين من أساتذة الجامعة والباحثين في مجالك.

ما نوعية الوظائف التي تطلبها؟

وظيفة أستاذ جامعي، مدرس جامعي ، مدرس مساعد(Faculty) وظائف الزمالة (Fellowships) أو وظائف دراسات ما بعد الدكتوراه (Post Docs).

ما أهم النقاط التي يجب أن تتضمنها؟

إنجازاتك العلمية، خبراتك البحثية ، خبرات التدريس، أبحاثك ومقالاتك أو العروضال تقديمية أوال بوسترات العلمية القيّمة والتي تم عرضها أو نشرها في دوريات أو مجلات أو مؤتمرات علمية أو مازلت قيد النشر، وإذا ما كنت شاركت في كتابة فصول من كتب أو كتبت كتبا كاملة ، وأخيرا أهم الجوائز التقديرية التي حصلت عليها بسبب إنجازاتك العلمية (Awards and Honors). اختصارا يجب أن تكتب كل ما يتعلق بخبراتك العلمية والبحثية.

ما الطول المتعارف عليه؟

غير محدد فيكون حجمها علي حسب حجم خبراتك العلمية ومؤهلاتك.

من يمكنه أن يكون مرجعا لك؟

بمعنً آخر من الذين يمكنك الرجوع إليهم وسؤالهم عن خبراتك ومهاراتك وكفاءتك؟ في هذه الحالة من الممكن أن يكونوا أساتذة قاموا بالتدريس لك أو أشرفوا عليك في مشروع بحثي أو في درجة علمية (بكالوريوس أو ماجستير أو دكتوراه آو دراسات ما بعد الدكتوراه .. إلخ) أو عملوا معك في مشروع ما. وهؤلاء يجب أن تكتب أسماء ومعلومات الاتصال علي الأقل باثنين أو ثلاثة منهم كي يمكن الرجوع إليهم للاستدلال علي مهاراتك وكفاءتك ومدي مصداقية ما تحويه سيرتك الذاتية.

ثانيا: السيرة الذاتية المختصرة – Résumé

من سيطلع عليها؟
هنا يشمل قطاع عريض ممن يعملون بالشركات والمؤسسات غير الأكاديمية والذين يهتمون بتعيين موظفين في مختلف الأقسام مثل : (شئون العاملين (HR) والمبيعات والتسويق والإدارة والهندسة… إلخ).
ما نوعية الوظائف التي تطلبها؟

المناصب غير الأكاديمية في المؤسسات والشركات

ما أهم النقاط التي يجب أن تتضمنها؟

المهارات والخبرات فقط التي تؤهلك للوظيفة من جميع النواحي والأنشطة التطوعية واللاصفية التي شاركت بها (Extracurricular activities) وإذا كان لديك أي خبرات ومهارات
أخري ولكن ليست ذات صلة بالوظيفة فلا تكتبها.

ما الطول المتعارف عليه؟

من صفحة لصفحتين علي الأكثر.

من يمكنه أن يكون مرجعا لك؟
لا تكتب أي أشخاص كمراجع إلا إذا كان ذلك مطلوبا.

 

مصادر :

 

 

More Posts

مساق أساسيات البحث العلمي

مساق أساسيات البحث العلمي

مساق أساسيات البحث العلمي يعرف الطالب والباحث بأهمية البحث العلمي وأخلاقياته كما يوضح أساليب الكتابة العلمية والأدوات والطرق التي من شأنها صناعة باحثين محترفين. المساق عبارة عن عشر محاضرات مسجلة مع شرائح العرض وملخص كتابي لكل محاضرة.

هل تملك مؤشرًا للنجاح؟

هل تملك مؤشرًا للنجاح؟

كيف تعرف أنك شخص مؤثر؟ هل هناك مقياس أو مؤشرات؟ ما هى المعلومات التى تحتاج إلى جمعها لتعرف ذلك؟ وكيف تفهم تلك المعلومات؟ هل تسير نحو النجاح؟

تعرف على سبع فوائد ستعود عليك من التطوع

تعرف على سبع فوائد ستعود عليك من التطوع

تعرف على سبع فوائد ستعود عليك من التطوع

فريق العمل

فريق العمل

لأن كل عقل يفرقـ

egyptscholars

تابعنا على

العمل التطوعي له معنى وتأثير إيجابي على المجتمع. ولكن هل تعلم أنه يمكن أن يكون له فوائد كثيرة بالنسبة لك أيضا؟ هذا المقال المترجم يشرح لك بعض تلك الفوائد:

الفائدة الأولى: تعلم وتنمية مهارة جديدة

العمل التطوعي هو وسيلة مثالية لاكتشاف نقاط قوة لديك وتطوير مهارة جديدة. كما قال المهاتما غاندي “عش كما لو كنت ستموت غدا. وتعلم كما لو كنت ستعيش الى الابد.” لن يكون الوقت متأخراً أبدا عن تعلم مهارات جديدة ولا يوجد مبرر لتوقفك عن الإضافة إلى رصيد معارفك لمجرد أنك قد حصلت على وظيفة او أنك قد انهيت دراستك. لا تتوانى أبدا عن تعلم مهارة جديدة. فالمشاركة فى التخطيط والتنفيذ لمناسبة كحفلة جمع التبرعات ستنمي لديك مهارات عديدة مثل وضع الأهداف والتخطيط وكذلك المهارات المحاسبية وضبط الميزانيات. والإشراف على متطوعين آخرين وتدريبهم يساعد فى تنمية مهارات الإشراف والتدريب لديك. هذه أمثلة لمهارات من شأنها أن تحسن طريقك المهني وليس معنى ذلك أن تكون تنمية المهارات بالضرورة بنية تسهيل طريقك المهني. استكشف حبك للموسيقى على سبيل المثال وبذلك يمكنك نقل تلك المهارة لنوادى الشباب الذين يستمعون فيها للموسيقى. وهكذا.

الفائدة الثانية: الانتماء وتفعيل دورك في مجتمعك

لا يوجد شخص يعيش وحيداً على جزيرة منعزلة. وعليه فلا ينبغي علينا أن نعتبر مجتمعنا الذي نعيش فيه أمراً مسلم به. يعتمد الناس والمجتمعات على بعضهم البعض ولكن نمو النزعات التجارية جعل القيم التقليدية متجاهلة. قد تعاني المجتمعات بسبب النمو ولكن يمكن عبور الفجوة من خلال العمل التطوعي. التطوع فى الأساس هو عبارة عن مساعدة الآخرين وأن يكون لك دوراً فى تحسين أحوالهم, فهل هناك أفضل من أن تتواصل مع مجتمعك وترد القليل من فضله عليك؟ فبكونك متطوعاً فإنك بالتأكيد سترد إلى مجتمعك بعضاً من الهبات التي منحها إياك.

الفائدة الثالثة: تعزيز الدافع وروح الإنجاز

في الأساس .. التطوع أن تعطى وقتك وطاقتك ومهاراتك بدون حساب أو مقابل معين. وعلى عكس العديد من الأشياء في الحياة هناك خيار في المشاركة في العمل التطوعي. كونك متطوع يعطيك الحرية لاتخاذ قرار المساعدة على طريقتك الخاصة بدون الضغط عليك من الآخرين. المتطوعين يغلب عليهم شعور الإنجاز والتحفيز، ويتولد ذلك من الرغبة والحماس للمساعدة. أحيانا يعتبر بعض الناس المتطوعين كفاعلي الخير ويرون أن شخص واحد لا يمكن أبدا أن يحدث فرقا. قد يكون صحيحاً أنه لا يوجد شخص واحد يمكن أن يحل مشاكل العالم، ولكن ما يمكنك القيام به هو جعل الجزء الذي تعيش فيه في العالم أفضل ولو قليلا.

الفائدة الرابعة: زيادة الخيارات وتعزيز حياتك المهنية

أظهرت دراسة استقصائية تم إجرائها من خلال TimeBank أن من بين 200 من الشركات الرائدة في المملكة المتحدة:
73 في المائة من أرباب العمل يفضلون توظيف شخص ذو نشاطات تطوعية عن شخص آخر ليس عنده هذه النشاطات
94 في المائة من أرباب العمل يعتقدون أن العمل التطوعي يمكن أن يضيف إلى مهاراتهم
94 في المائة من الموظفين الذين تطوعوا لتعلم مهارات جديدة ؛ قد استفادت أما عن طريق الحصول على أول وظيفة لهم، أو تحسين مرتباتهم، أو الحصول على ترقية
أيضا إذا فكرت في تغيير لحياتك المهنية فإن التطوع فرصة ممتازة لتستكشف مجالات جديدة.

الفائدة الخامسة: تنمية اهتمامات وهوايات جديدة

في بعض الأوقات ندخل إلى دائرة مغلقة من السباق لتحقيق أهدافنا في الحياة. والأعمال التطوعية تعطينا الفرصة لنهرب من رتابة هذه الحياة وخلق نوع من التوازن فيها. إيجاد هوايات واهتمامات جديدة من خلال التطوع قد يكون ممتعا وطريقنا إلى الراحة وتجديد طاقتنا. قد تساعد في إدارة إذاعة شبابية أو موقع على شبكة الانترنت لساعات قليلة خلال الأسبوع أو المساعدة في نشر مجلة خيرية. تجديد الطاقة والإحساس بالإنجاز ينتقل إلى العمل وقد يساعد في تقليل ضغوطه وتكوين رؤى جديدة لمواقف قد مرعليها زمن. وفي بعض الأوقات قد تقودك تجربة التطوع إلى اكتشاف هواية أو اهتمام لم تكن لتكتشفه بدون ذلك. أيضًا من خلال التطوع تستطيع تقوية رسالتك ورؤيتك الشخصية والاحترافية من خلال استكشاف فرص جديدة وآفاق تتسع معها

الفائدة السادسة: الحصول على خبرات جديدة

التطوع وسيلة مبهرة للحصول على الخبرات الواقعية عمليا. سواء كنت تبنى مكتبة أو ترسل منشورات بالبريد لزيادة الوعى عن التطوع المحلى، فإن خبرتك فى عالم الواقع ستكتسبها بالممارسة العملية بيدك. هناك أدلة قوية تؤكد على أن المتطوعين يمكن أن يقوموا بأى عمل تقريبا، بل إنه مع اﻷلفية الجديدة أشرق عصر جديد من الفرص التطوعية التى لا نهاية لها. على سبيل المثال، يمكنك أن تتطوع فى إحدى الدول المتقدمة وترى التأثير المباشر لنشاطاتك على أكثر الناس عوزا وحاجة فى العالم. يمكنك أن تقفز بالمظلة فى الجو لتمويل اﻷعمال الخيرية، فتحس بقمة اﻹثارة والمتعة، وفى نفس الوقت تساهم فى جمع المال للنشاطات الخيرية لكى تستمر وتدوم.

الفائدة السابعة: مقابلة أصناف مختلفة من البشر

العمل التطوعي يجمع مجموعة متنوعة من البشر من جميع خلفيات ومناحي الحياة سوياً. يمكن لكلٍ من المستفيدين من جهودك في التطوع ومن زملائك أن يكونوا مصدراً غنياً للإلهام وكذلك وسيلة ممتازة لتنمية مهاراتك في التعامل. العمل التطوعي يوفر أيضاً فرصة تواصل مدهشة. فمن خلاله لن تطور فقط مهاراتك الشخصية بشكل دائم ولكنها أيضاً سوف تكون فرصة ممتازة للتعلم من أناس من شتى مناحي الحياة، ومن بيئات مختلفة، وتعلم صناعات جديدة كذلك. التواصل هو ميزة شيقة ومثيرة للعمل التطوعي فأنت لن تستطيع أبداً أن تعرف من ستقابل أو ما المعلومات الجديدة التى سوف تتعلمها وما تأثير ذلك على حياتك.

أرسل إشارة تنبيه إلى صاحب العمل، والأساتذة، والأصدقاء والعائلة…
الناس ينتبهون لحياتك خارج البيئة التي يتعاملون فيها معك بشكل مباشر. على سبيل المثال، صاحب العمل سوف يكون مهتماً بالنشاطات التى تحدِث توازناً جيداً بين عملك وحياتك، تماماً كالمؤسسات الأكاديمية حيث تهتم بالأنشطة الخارجة عن عملك الخاصة بك. العمل التطوعي يعكس ويدعم الصورة الكاملة عنك، ويعطي أمثلة حقيقية عن مدى التزامك وتفانيك وعن اهتماماك. لذلك أظهر للناس ما الذي تتحمس بشأنه وتأكد أنك ستلهمهم أيضاً!

 

مراجع

المقال ترجمة جماعية للمقال على هذا الرابط (اضغط هنا)

Ten Professional Development Benefits of Volunteering (Everything I Learned in Life I Learned through Volunteering). Mary V. Merrill, LSW, Merrill Associates

More Posts

مساق أساسيات البحث العلمي

مساق أساسيات البحث العلمي

مساق أساسيات البحث العلمي يعرف الطالب والباحث بأهمية البحث العلمي وأخلاقياته كما يوضح أساليب الكتابة العلمية والأدوات والطرق التي من شأنها صناعة باحثين محترفين. المساق عبارة عن عشر محاضرات مسجلة مع شرائح العرض وملخص كتابي لكل محاضرة.

هل تملك مؤشرًا للنجاح؟

هل تملك مؤشرًا للنجاح؟

كيف تعرف أنك شخص مؤثر؟ هل هناك مقياس أو مؤشرات؟ ما هى المعلومات التى تحتاج إلى جمعها لتعرف ذلك؟ وكيف تفهم تلك المعلومات؟ هل تسير نحو النجاح؟

تعلم مهارة | خطوات الإبداع

تعلم مهارة | خطوات الإبداع

تعلم مهارة | خطوات الإبداع

هند مصطفي محمد سليم

هند مصطفي محمد سليم

جامعة الفيوم

egyptscholars

تابعنا على

ما هو الإبداع؟

الإبداع هو عملية الإتيان بجديد ذي قيمة، وتأتي قيمة الإبداع من كونه يمكننا من رؤية الأشياء بشكل مختلف ومن خلاله نستطيع إيجاد حلولٍ كثيرة لمشكلات مستعصية في مجتمعاتنا. إن كل الإنجازات الرائعة التي أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية مثل الهواتف الذكية وغيرها ما هي إلا نتيجة لمجموعة من الأفكار الإبداعية المتميزة  والتي تم تنفيذها بنجاح. ولذلك نجد أن معظم الشركات الرائدة في مجالها تسعى بشكل كبير لتوفير جو مناسب لتنمية الإبداع والتشجيع عليه بين موظفيها.

بالرغم من ذلك توجد بعض المفاهيم الخاطئة والتي تعيق تقدمنا كأفراد على طريق الإبداع. قد تندهش كثيرًا عندما أخبرك أنك بالفعل مبدع. نعم أنت كذلك! والدليل أنه تأتيك أفكار عن أشياء متعددة ولكن لا تهتم بتدوينها أو تنفيذها. والحقيقة أننا كلنا نولد مبدعين لذلك تجد الأطفال هم الأكثر إبداعًا ثم تقل نسبة الإبداع مع تقدم السن. وذلك نتيجة إهمال التفكير بشكل إبداعي والدخول في قوالب ثابتة تفرضها طرق الدراسة وغيرها. والسبب الآخر هو نظرة المجتمع للمبدع على أنه شخص غريب وشاذ عن النظام ويلقى مقاومة تؤدي إلى كبت إبداعه.

هل الإبداع حكر على بعض الأشخاص؟

مفهوم آخر منتشر يجعلنا نعتقد أن الإبداع محصور على الأشخاص المبدعين المشهورين في مجال الفن أو التكنولوجيا أو غيرهما والذين استطاعوا بشكل ما أن ينجوا بقدراتهم الإبداعية من الصغر وأيضًا أن ينموها بشكل رائع. لكن دعني أخبرك أمرًا، الإبداع عملية منظمة يمكن تعلمها وتنميتها. مجموعه من الخطوات التي تتبعها فتبدع!. فالإبداع كأي مهارة أخرى يتحسن بشكل كبير، بالاهتمام والتدريب المستمر. وسوف نتعرف على خطوات الإبداع وأيضًا مصادر لتنمية الإبداع لاحقًا في هذا المقال فقط ابقَ معي في الرحلة.

كيف تأتي الأفكار الإبداعية إذن؟

كثيرًا ما نعتقد أن الأفكار الإبداعية تأتي فجأة في لحظة إلهام معينة وعندما تأتي الفكرة يهبّ صاحبها قائلًا وجدتها!. صحيح أن بعض الأفكار قد تأتي فجأة على الخاطر ولكن أغلب الأفكار الإبداعية الفعالة تأتي بعد عملية منظمة تتضمن البحث والتفكير وفحص الأفكار والاختيار منها وتأخذ بعض الوقت. بل إن بعض الابتكارات العظيمة قد يصل إليها أصحابها بعد سنوات من البحث والتفكير قد تصل إلى 10 سنوات مثل اختراع الإنترنت مثلًا. وذلك أن الإنسان تكون عنده فكرة مبدئية تنمو على مدار الوقت بالنقاش مع آخرين والحصول على معلومات من مصادر مختلفة ليجد ضالته أو الجزء الناقص في النهاية ليصل إلى فكرته الكاملة وابتكاره العظيم والذي هو أكبر من مجموع تلك الأفكار المبدئية. ولتتعرف على هذا المفهوم بشكل أكبر ولتعرف من أين تأتي الأفكار الجيد والبيئات المحفزة الخاصة بالإبداع أدعوك لقراءة كتاب  “Where good ideas come  from”، وهذا رابط لملخص الأفكار العامة للكتاب مشروح في فيديو إبداعي:

 و بعد أن تعرفنا على بعض المفاهيم الخاطئة في عالم الإبداع . لنتعرف معًا على خطوات عملية الإبداع

خطوات الإبداع

وهي كالآتي:  الملاحظة وتحديد المشكلة وإنتاج الأفكار وتصميم نموذج مصغر  “prototype” ثم اختبار الفكرة. وسنناقش كل خطوة لنعرف كيف تتم وأهميتها للمنتج النهائي ولعملية الإبداع.

أولًا: مرحلة الملاحظة

 وهذه المرحلة مهمة جدًا وكثيرًا ما يتم إغفالها والقفز إلى المرحلة التالية وهي تحديد المشكلة. الملاحظة المستمرة وسؤال أصحاب المشكلة جزء مهم ورئيسي ذلك أن ما تعتقده أنت هو سبب المشكلة قد لا يكون ذلك على الإطلاق. سنأخذ مثالًا، شركة فرش الأسنان المشهورة أورال بي  تصنيع فرشاة أسنان مبتكرة للأطفال. فذهبت لشركة للتصميم الإبداعي للمنتجات للحصول على تصميم فرشاة أطفال مبتكرة. فبدأ فريق العمل في أول خطوات الإبداع الملاحظة المستمرة لأطفال يغسلون أسنانهم وكيف يستخدمون الفرشاة. والافتراض البديهي هنا أن الأطفال الصغار يحتاجون فرش أسنان صغيرة بهذه البساطة ولا تحتاج لكل تلك الملاحظة والبحث!. ولكن فريق العمل لاحظ أن الأطفال، لأن أيديهم صغيرة، لا يملكون نفس التحكم الجيد في الفرشاة كالكبار. بل لا حظوا أنهم عندما يغسلون أسنانهم بتلك الفرش الصغيرة يحركونها وكأنهم يلكمون أنفسهم في الوجه !. وبالفعل قامت فريق العمل بتصميم فرشاة كبيرة بيد ممتلئة للأطفال وأدت تلك الملاحظة البسيطة إلى زيادة أرباح شركة أورال بي بشكل كبير واستمرت الزيادة لعدة شهور متتالية.

ثانيًا: مرحلة تحديد المشكلة

بعد انتهاء الملاحظة الدقيقة وجمع المعلومات تأتي تلك المرحلة. وينصح في هذه المرحلة بالتفكير الجيد لتحديد المشكلة بشكل دقيق وهي مرحلة حرجة ومهمة ويعتمد عليها نجاح الحل الإبداعي. يجب أن يراعى ألا تكون المشكلة سطحية تمامًا أو كبيرة جدًا ومتشعبة بحيث لا يمكن تحديها أو إيجاد حلول عملية لها يمكن قياسها.

ثالثًا: مرحلة إنتاج الأفكار

وتلك المرحلة هي مرحله الإبداع الفعلي وتتضمن إنتاج اكبر عدد من الأفكار الخاصة بحل المشكلة وكتابتها. وفي هذه المرحلة كل الأفكار مقبولة حتى الأفكار التي قد تبدو سخيفة أو مجنونة أو تافهة أو لا يمكن تطبيقها. ونجد أن الحكم على الأفكار هو من أكبر عوائق الإبداع. لذا وجب تقبل كل الأفكار مهما كانت ومهم جدًا كتابتها وتدوينها بالإضافة إلى رسم توضيحي صغير يبرز الفكرة بجانبها. والجزء الثاني من مرحلة إنتاج الأفكار هو فحص الأفكار المطروحة واختيار أنسب ثلاثة أفكار لحل المشكلة ثم اختيار فكرة منهم للتنفيذ.

رابعًا: مرحلة تصميم النموذج المصغر أو “prototype”

وهذه أول مراحل وضع الفكرة في حيز التنفيذ وفيها يتم تصميم نموذج مصغر لفكرة سواء كانت منتج أو آلة أو حتى موقع إلكتروني. ويراعى فيه أن يكون مبسطًا ومعبرًا عن الفكرة ويستخدم فيه أدوات موجودة في البيئة من أوراق وأقلام وأسلاك وغيرها. ويمكن مثلًا عند تصميم موقع أو مبنى أن يرسم على ورق بألوان مختلفة ويستخدم كنموذج للفكرة.

خامسًا: اختبار الفكرة

وهو ما يعطي للفكرة مصداقية حيث أنه يمكن الاستفادة منها في أرض الواقع وتتضمن عرض الفكرة على المستفيدين وسؤالهم هل فعلًا تصلح الفكرة للتطبيق في الواقع ويتم الاستفادة منها أم هل تحتاج لإضافات أو لا تصلح إطلاقًا. ويجب أن تأخذ هذه المرحلة باهتمام كبير وتقبل النقد مهما كان حتى وإن وجدت أن الفكرة غير مناسبة وتحتاج إلى العودة والبدء من جديد.

خاتمة

 انتهت رحلتنا القصيرة في عالم الإبداع الرائع المليء بالمفاجآت. والآن أقدم لك بعض الكنوز والمصادر التي تمكنك من تنمية مهارات الإبداع لديك بشكل كبير.أقدم لك مجموعة من الكورسات المقدمة من جامعات عالمية رائدة في مجال الإبداع وهي مجانية وتعلمك الإبداع بشكل مبسط وتفاعلي رائع وستحظى بتجربة متميزة مع أقرانك المبدعين حول العالم:

https://novoed.com/designthinking

http://online.stanford.edu/creativity-fa12

https://www.coursera.org/course/cic

وإذا كنت من هواة القراءة أدعوك لقراءة هذا الكتاب المجاني المتميز عن إتقان الإبداع “Mastering creativity“، قم بتحميله من خلال هذا الرابط واستمتع بالقراءة وبالإبداع: http://jamesclear.com/mastering-creativity-1st-edition

More Posts

مساق أساسيات البحث العلمي

مساق أساسيات البحث العلمي

مساق أساسيات البحث العلمي يعرف الطالب والباحث بأهمية البحث العلمي وأخلاقياته كما يوضح أساليب الكتابة العلمية والأدوات والطرق التي من شأنها صناعة باحثين محترفين. المساق عبارة عن عشر محاضرات مسجلة مع شرائح العرض وملخص كتابي لكل محاضرة.

هل تملك مؤشرًا للنجاح؟

هل تملك مؤشرًا للنجاح؟

كيف تعرف أنك شخص مؤثر؟ هل هناك مقياس أو مؤشرات؟ ما هى المعلومات التى تحتاج إلى جمعها لتعرف ذلك؟ وكيف تفهم تلك المعلومات؟ هل تسير نحو النجاح؟

إشارات مرور ضوئية للتخفيف من الازدحامات المرورية

إشارات مرور ضوئية للتخفيف من الازدحامات المرورية

إشارات مرور ضوئية للتخفيف من الازدحامات المرورية

سماح الشافعى الطنطاوي

سماح الشافعى الطنطاوي

egyptscholars

تابعنا على

في أكتوبر عام 2013 حصلت رسالة الدكتوراه من جامعة تورنتو المتعلقة بتطوير نظام التحكم في إشارات المرور الضوئية عند التقاطعات وجعلها أكثر ذكاءً باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، على جائزتين دوليتين إحداهما من المنظمة الدولية لبحوث العمليات والعلوم الإدارية (INFORMS) Dantzig Dissertation Award”” والجائزة الأخرى هي المركز الأول كأفضل رسالة دكتوراه من منظمة الإلكترونيات والهندسة الكهربائية في مجال طرق النقل الذكية (IEEE- ITSS).

سأحاول أن أوضح بشكل مبسط فكرة عمل هذا النظام المسمى بـ “MARLIN” اختصارًا للاسم الأطول والذي سيتم إيضاحه لاحقًا. ولكن قبل الخوض في ما هو “MARLIN“؟ سوف أتحدث عن لماذا “MARLIN“؟ وما حاجتنا إليه؟

لا يحتاج الشخص إلى الحصول على أي درجة علمية حتى يدرك حجم مشكلة الزحام المروري وآثاره السلبية على الأفراد والبيئة وبالتالي المجتمع ككل. فالوقت المهدور في الانتظار في زحام المرور، والتوتر المصاحب لذلك، ناهيك عن التلوث البيئي النابع من الغازات الضارة الصادرة من السيارات عند توقفها. لكل ذلك آثاره البالغة على محصلة إنتاج الأفراد وبالتالي إنتاج الدولة. إذ تقدر تكلفة الزحام المروري نقديًا بإدخال كل ما سبق في الاعتبار بمليارات الدولارات سنويًا وذلك ما يستدعي العمل السريع على حلول لهذه المشكلة التي تعاني منها معظم المدن الكبيرة والمتوسطة في أنحاء العالم وخصوصًا مع التزايد المستمر في عدد السكان.

و حتى نجد الحلول علينا أن نفهم الأسباب المؤدية للمشكلة أولًا.

السبب في الحقيقة بديهي، وهو زيادة كمية الطلب على سلعة عن كمية المعروض والمتاح من هذه السلعة، والسلعة هنا هي شبكات الطرق والنقل؛ فكلما زادت نسبة عدد السكان وبالأخص عدد مستخدمي السيارات عن السعة المحدودة للطرق يزداد الوقت المهدور في الانتظار في الزحام المروري وهذه الزيادة تكون، لا زيادة بنفس المقدار أو حتى أضعافه، بل زيادة قاسية وهو ما يعني أنه بمجرد حدوث زيادة بسيطة جدًا في عدد المستخدمين لشبكة الطرق تكون هناك زيادة هائلة في الزحام المروري. والآن وبمعرفة الأسباب نستطيع القول أن الحلول هي في محاولة تقليل هذه النسبة بين الطلب والعرض والذي يتحقق بطريقتين:

  • الطريق الأول هو زيادة سعة شبكات الطرق والنقل وذلك مثلًا بالقيام بتوسعات في الطرق وبناء طرق جديدة وتفعيل عقوبات انتظار وتوقف السيارات في أكثر من صف في الشارع الواحد وإنشاء مواقف سيارات بشكل لا يؤثر على سعة الطرق وغيرها.
  • الطريق الثاني هو تقليل عدد مستخدمي السيارات في هذه الشبكات وذلك مثلًا بتحسين وتطوير خدمات النقل العام والعمل على إتاحة وتشجيع أي وسائل نقل أخرى كركوب الدراجات أو توزيع السكان وأماكن العمل الحيوية توزيعًا مكانيًا وزمنيًا. المكاني بتوزيع المنشآت والخدمات جغرافيًا، والزمني بتوزيع أوقات عمل الموظفين والطلبة زمنيًا بشكل يقلل من احتمال وجودهم جميعًا في نفس الطرق في ذات الوقت.

هذه حلول منطقية وتحتاج بالتأكيد للعمل عليها ولا يوجد بديل عنها ولكن قد يوجد مكمل لها. في حين أن هذه الحلول تصنف كحلول على المدى البعيد وتحتاج لتخطيط وتكاليف مادية باهظة، هناك طريق آخر يعتبر كما قلت مكملًا يساهم في حل هذه الأزمة بتكلفة أقل وعلى مدى زمني أقصر. هذا الطريق ليس بتقليل الطلب ولا بزيادة العرض وإنما يتمثل في إدارة التفاعل بين العرض والطلب بشكل أكفأ. وذلك يتحقق بالقدرة على التحكم في حركة السيارات على شبكة الطرق بشكل ينظم هذه الحركة أكثر وبالتالي يستغل سعة الشبكة بشكل أكفأ. وتعتمد النظم التي تعمل بهذا المبدأ في مجملها على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي تندرج تحت ما يسمى “نظم النقل الذكية”، وواحد من هذه النظم هو التحكم في إشارات المرور الضوئية وذلك بالتحكم في الأوقات المحددة لكل اتجاه عند كل تقاطع. ولكن ما الجديد في ذلك، فهناك إشارات مرورية في بعض التقاطعات الهامة، والتي يشعر الشخص أحيانًا أن عدم وجودها ربما كان أفضل؟

حسنًا دعونا نتفق أولًا أن الهدف الأساسي من وجود إشارات المرور هو السلامة وذلك لأنه من اسمه “تقاطع” يعني أن وجهة السيارات تتقاطع وذلك ما قد يؤدي قطعًا لحوادث، وعليه فإن وجود إشارات مرور هو لتنظيم أولوية المرور للاتجاهات المختلفة. ولكن على الرغم من أن ذلك قد يساعد في تأمين السلامة الظاهرية للأفراد إلا أنه يدمر السلامة النفسية إذا اضطر ركاب السيارات للانتظار وقتًا طويلًا بلا داعٍ عند كل إشارة مرور.

ذلك لأن معظم أنظمة التحكم للإشارات المرورية الموجودة في معظم مدن العالم معتمدة على توقيت ثابت لكل اتجاه تم حسابه وفقًا لمعلومات مجمعة مسبقًا عن الأحجام المرورية لهذا التقاطع من الاتجاهات المختلفة، فتتم برمجة هذه التوقيتات وتظل ثابتة لا تتغير مع الوقت أو مع تغير الكثافة المرورية. هذا النظام قد يكون مقبولًا لتقاطعات عليها حجم مروري متوقع دائمًا وليس كبيرًا. ونظرًا لأن الحالة المرورية عند كل تقاطع تؤثر وتتأثر بالحالة المرورية عند التقاطعات المجاورة، فمن المهم جدًا أن يؤخذ ذلك في الاعتبار عند التحكم في كل إشارة مرورية بحيث يكون هناك نوع من التعاون والتنسيق بين الإشارات المرورية بعضها البعض.

بالطبع كان من المتوقع أن تتطور هذه الأنظمة لتأخذ ذلك في الاعتبار وذلك ما حدث في الثلث الأخير من القرن الماضي بظهور نوع آخر من نظم التحكم في إشارات المرور مطبق في معظم المدن الكبرى المزدحمة في العالم والذي يتم فيه تغيير توقيتات كل اتجاه بشكل متكيف مع الكثافة المرورية الحالية ويضمن الوصول لأفضل استغلال لشبكة الطرق وأقل وقت انتظار لمستخدمي السيارات.

جميل وهذا هو المطلوب، إذًا فنحن لسنا بحاجة إلى نظم تحكم جديدة؟ هذا قد يكون صحيحًا فقط إذا كانت تلك الأنظمة لا تصحبها الكثير من القيود والعيوب كما هو الوضع. تتضمن التحديات والقيود المصاحبة لهذه الأنظمة ما يلي : –

  • احتياجها لوجود غرفة عمليات تحكم مركزية تستقبل المعلومات حول الكثافة المروية للإشارات المختلفة وتقوم بعمل الحسابات اللازمة، ثم تُرسَل هذه الإشارات لكل إشارة مرورية على حدة. وبالتالي فالتكلفة المادية لإنشاء غرفة كهذه وأيضًا إنشاء وصيانة شبكات الاتصالات القوية التي تضمن التواصل الدائم المستمر بين أماكن بعيدة معًا، هي تكلفة باهظة.
  •   الطرق الحسابية المستخدمة في معظم هذه الأنظمة معقدة ويزداد تعقيدها (الوقت المطلوب للحساب وسعة التخزين المطلوبة) زيادة قاسية أيضًا بزيادة عدد التقاطعات المراد التحكم فيها.
  •  التعاون بين الإشارات المختلفة، للأخذ في الاعتبار تأثيرها على بعضها البعض؛ ويتم على التقاطعات المتتالية في طريق معين والذي قد يضمن سيولة مرورية على هذا الطريق لكن قطعًا يؤثر سلبيًا على الاتجاهات العمودية عليه والتي قد تكون عليها أيضًا كثافة مرورية عالية.

والآن، سأشرح ما هو MARLIN وكيف يعمل وكونه إحدى هذه الآليات الجديدة، دون الخوض في تفاصيل رياضية، فالهدف هو توضيح الصورة كاملة بشكل مبسط (وسأستعين في ذلك ببعض طرق التوضيح التي تعلمتها من أستاذي الفاضل باهر عبد الحي).

بدايةً MARLIN هو اختصار للاسم التالي بالإنجليزية:

Multi-Agent Reinforcement Learning for Integrated Network of Adaptive TrafficSignal Controllers (MARLIN-ATSC)

وكما علمنا، الهدف من إشارات المرور الضوئية بالأساس، بعد السلامة، هو إدارة التفاعل بين شبكات الطرق ومستخدميها بكفاءة أعلى. لذلك وحتى نحصل على كفاءة أعلى، علينا أن نصمم تلك الإشارات المرورية حتى تكون أذكى. فكرة MARLIN كما ذكرت سابقًا هي جعل كل إشارة مرورية أكثر ذكاءً (Smart) كما في حالة الهواتف المحمولة الذكية (Smart Phones) أو التلفزيونات الذكية (Smart TVs)

حسنًا إذًا، ما الذي يجعلنا نصنف أي ماكينة أو جهاز أنه ذكي؟ سيكون المثال هنا، للتوضيح، عن إحدى خواص الهواتف المحمولة الذكية.

  •   قدرة الجهاز على استشعار ما حوله. مثال: قدرة هذه الهواتف على استشعار لمس الشاشة – قدرة الجهاز على فهم وتفسير ما حوله من خلال ذلك الاستشعار. مثال: فهم لمس الشاشة بنمط معين على أنه رمز المرور السري لفتح الجهاز.
  • قدرة الجهاز على التفاعل مع ما حوله. مثال: قبول أو رفض فتح الجهاز بناءً على الرمز الذي تم إدخاله.
  • قدرة الجهاز على التعلم من خلال ذلك التفاعل. مثال: الاحتفاظ بشكل رمز فتح الجهاز وتعلم كل الأنماط الشبيهة له التي قد يستخدمها صاحب الجهاز قاصدًا نفس الرمز.
  • القدرة على التغيير من تفاعله على حسب ما حوله. مثال: إمكانية تغيير الرمز السري لفتح الجهاز وتغيير طريقة التفاعل معه بالتبعية.
  • القدرة على تحسين التفاعل مع ما حوله. مثال: قبول رمز فتح الجهاز، حتى إذا تم اللمس بنمط لا ينطبق تمامًا على الرمز، ولكنه يشمل الخصائص المميزة للنمط الصحيح.

وفي النهاية، فإن كل ما سبق كان للوصول للهدف الأساسي من ذلك الجهاز الذكي وهو مساعدة مستخدمه. وبعد أن عرفنا ما يميز أي آلة ذكية، دعونا نفكر ما هي أذكى آلة يعرفها الإنسان؟ نعم ، إنها المخ، فسبحان الله، يُعتبر المخ أكثر الآلات تعقيدًا على وجه الأرض، ومهما اكتشف الإنسان من قدرات ذلك المخ فبالتأكيد مازال هناك الكثير مما لم يكتشف بعد ” ولا يحيطون بشيءٍ من علمه إلا بما شاء” صدق الله العظيم.

وضمن قدرات المخ تعلم بعض المهارات دون معلم، فقط من التفاعل المباشر مع ما حوله. وذلك بأن يتعلم من تجاربه وقراراته السابقة ومردود تلك القرارات على المدى البعيد ثم يُعَزِّز تلك القرارات ذات المردود الأفضل. وهناك واحدة من طرق الذكاء الاصطناعي تحاكي تلك الوظيفة وتسمى “تعزيز التعلم أو Reinforcement Learning ” وهي الطريقة التي صُمّم “MARLIN” ليعمل بها حتى تكون الإشارات المرورية الضوئية عند التقاطعات أكثر ذكاءً.

**جدير بالذكر أن حقوق الملكية الفكرية لهذا البحث هي للباحثين الدكتورة سماح الطنطاوي، والأستاذ الدكتور باهر عند الحي، جامعة تورنتو ، والشركة الناشئة “Pragmatic Transportation Innovations”.

.

للاطلاع على المزيد من التفاصيل:

  • El-Tantawy, S., and Abdulhai, B.,” Towards Multi-Agent Reinforcement Learning for Integrated Network of Optimal Traffic Controllers”, Transportation Letters: The International Journal of Transportation Research, 2010.
  • El-Tantawy, S., and Abdulhai, B.,” An Agent-Based Learning towards Decentralized and Coordinated Traffic Signal Control”, In proceedings of the 13th International IEEE Annual Conference on Intelligent Transportation Systems (ITSC), Madeira, Portugal, 2010.
  • El-Tantawy, and Abdulhai, B.” Comprehensive Analysis of Reinforcement Learning Methods and Parameters for Adaptive Traffic Signal Control ”, In proceedings of Transportation Research Board Conference, Washington D.C., 2011.
  • El-Tantawy, S., and Abdulhai, B.,” Neighborhood Coordination-based Multi-Agent Reinforcement Learning for Coordinated Adaptive Traffic Signal Control”, ”, In proceedings of Transportation Research Board Conference, Washington D.C., 2012.
  • El-Tantawy, S., and Abdulhai, B.,” Multi-Agent Reinforcement Learning for Integrated Network of Adaptive Traffic Signal Controllers (MARLIN-ATSC)”, In proceedings of the 15th International IEEE Annual Conference on Intelligent Transportation Systems (ITSC), September 2012.
  • El-Tantawy, S., Abdulhai, B., and Abdelgawad, H.” Multi-agent Reinforcement Learning for Integrated Network of Adaptive Traffic Signal Controllers (MARLIN-ATSC): Methodology and Large-Scale Application on Downtown Toronto”, IEEE Transactions on Intelligent Transportation Systems, Vol. 14, Issue No. 3, 1-11, 2013.
  • El-Tantawy, and Abdulhai, B., and Abdelgawad, H.”” Design of Reinforcement Learning Parameters for Seamless Application of Adaptive Traffic Signal Control”, Journal of Intelligent Transportation Systems: Technology, Planning, and Operations, Volume 18, Issue 3, pages 227-245, 2014.

More Posts

مساق أساسيات البحث العلمي

مساق أساسيات البحث العلمي

مساق أساسيات البحث العلمي يعرف الطالب والباحث بأهمية البحث العلمي وأخلاقياته كما يوضح أساليب الكتابة العلمية والأدوات والطرق التي من شأنها صناعة باحثين محترفين. المساق عبارة عن عشر محاضرات مسجلة مع شرائح العرض وملخص كتابي لكل محاضرة.

هل تملك مؤشرًا للنجاح؟

هل تملك مؤشرًا للنجاح؟

كيف تعرف أنك شخص مؤثر؟ هل هناك مقياس أو مؤشرات؟ ما هى المعلومات التى تحتاج إلى جمعها لتعرف ذلك؟ وكيف تفهم تلك المعلومات؟ هل تسير نحو النجاح؟

Subscribe To Our Newsletter

Subscribe To Our Newsletter

Join our mailing list to receive the latest news and updates from our team.

You have successfully subscribed! Please make sure to add our email (info@egyptscholars.org) to your address book.